متابعة قدس: بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ساد التفاؤل داخل الصناعات العسكرية الإسرائيلية بإمكانية أن يؤدي توقف القتال إلى انفراج في الصفقات التي تعطلت بسبب الانتقادات السياسية في أوروبا وقرارات بعض الدول بفرض حظر على تصدير السلاح إلى "إسرائيل". لكن ما حدث كان العكس تمامًا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية أنها قررت وقف عملية شراء منظومة الدفاع الجوي "باراك MX" التي تنتجها الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI).
المنظومة كانت تخضع للاختبار ضمن خطة عاجلة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الدنماركية بهدف رصد واعتراض الطائرات المسيّرة والطائرات بدون طيار الروسية التي بدأت تتسلل إلى أجواء البلاد، بما يشكل انتهاكًا لسيادتها ويعرقل حركة الطيران المدني، فضلًا عن مخاوف من أن تكون جزءًا من عمليات جمع معلومات استخبارية تمهيدًا لهجوم روسي محتمل.
وقال وزير الدفاع الدنماركي ترولس لوند بولسن إنه وافق على توصية قيادة الدفاع الجوي بدراسة “خيارات أخرى تمتلك قدرة فورية أعلى على القتال”، بدلاً من المنظومة الإسرائيلية.
وكانت القناة العامة الدنماركية قد كشفت مطلع الشهر أن شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية عرضت على وزارة الدفاع الدنماركية منظومة اعتراض متطورة تشمل صواريخ وأدوات "اعتراض ناعم" أي وسائل تشويش إلكتروني تُسقط الطائرات المسيرة دون تدميرها ماديًا.
تُستخدم منظومة باراك MX حاليًا في كل من المغرب، قبرص، وسلوفاكيا، كما يعتمدها سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي نسخة مطوّرة من باراك 8 التي اشترتها الهند وتعمل بها على متن سفنها الحربية من طراز "ساعر 6".
تتكوّن المنظومة من ثلاثة أنواع من الصواريخ الاعتراضية تغطي مدى يتراوح بين 35 و150 كيلومترًا، وقادرة على التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات تشمل الطائرات المسيرة، والمقاتلات، والمروحيات، وصواريخ الكروز، وصواريخ أرض–جو، والصواريخ الباليستية التكتيكية.
جدير بالذكر أن الدنمارك اختارت الشهر الماضي منظومة الدفاع الجوي SAMP/T الفرنسية–الإيطالية لاعتراض الأهداف بعيدة المدى، رغم كونها أغلى من “باراك MX” ومعدلات نجاحها في أوكرانيا كانت أقل. ووفقًا لتسريبات من داخل المؤسسة العسكرية، فضّل الخبراء الفنيون في الجيش المنظومة الإسرائيلية، لكنّ الاعتبارات السياسية دفعت الحكومة إلى تفضيل خيار أوروبي.



